سنة خمس وخمسين ومائة واجتمعوا بعده على كبيرهم أبي القاسم سمكو بن واسول بن مصلان بن أبي يزول بن تافرسين بن فراديس بن ونيف بن مكناس بن ورصطف بن يحيى بن تمصيت بن ضريس بن رجيك بن مادغش بن بربر .
كان أبوه سمكو من أهل العلم ارتحل إلى المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والتحية والأكرام فأدرك التابعين وأخذ عن عكرمة مولى ابن عباس ومات فجأة سنة سبع وستين ومائة لثنتي عشرة سنة من ولايته .
وكان مع ذلك على مذهب الصفرية وخطب في عمله للمنصور والمهدي من خلفاء بني العباس .
ولما مات ولي مكانة ابنه إلياس بن أبي القاسم وكان يدعى بالوزير ثم انتق ضوا عليه سنة أربع وسبعين ومائة فخلعوه .
وولي مكانه أخوه اليسع بن أبي القاسم وكنيته أبو منصور فبنى سور سجلماسة وشيد بنيانها واختط بها المصانع والقصور لأربع وثلاثين سنة من ولايته .
وعلى عهده استفحل ملكهم بسجلماسة وسكنها اخر المائة الثانية بعد أن كان يسكن الصحراء وهلك سنة ثمان ومائتين .
وولي بعده ابنه مدرار ولقب المنتصر وطال أمد ولايته .
وكان له ولدان اسم كل منهما ميمون فوقع الحرب بينهما ثلاث سنين ثم كان اخر أمرهما أن غلب احدهما أخاه وأخرجه من سجلماسة ثم خلع أباه واستقل بالأمر وساءت سيرته في الرعية فخلعوه وأعادوا مدرارا أباه .
ثم حدث نفسه بإعادة ابنه ميمون فخلعوه وولوا ابنه ميمونا الاخر وكان يعرف بالأمير ومات مدرار إثر ذلك سنة ثلاث وخمسين ومائتين .
ومات ميمون