ومن خطب أبي بكر الصديق Bه فيما ذكره أبو جعفر النحاس في صناعة الكتاب وهي ألا إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك الملك إذا ملك زهده الله جل وعز فيما عنده ورغبه فيما في يدي غيره وانتقصه شطر أجله وأشرب قلبه الاشفاق وإذا وجبت نفسه ونضب عمره وضحا ظله حاسبه الله جل ثناؤه وأشد حسابه وأقل عفوه وسترون بعدي ملكا عضوضا وأمة شحاحا ودما مباحا وإن كانت للباطل نزوة ولأهل الحق جولة يعفو لها الأثر وتموت السنن فالزموا المساجد واستشيروا القرآن وليكن الإبرام بعد التشاور والصفقة بعد التناظر .
ومن خطب عمر Bه أيها الناس إنه أتى علي حين وأنا أحسب أن من قرأ القرآن إنما يريد الله وما عنده ألا وإنه قد خيل إلي أن أقواما يقرأون القرآن يريدون ما عند الناس ألا فأريدوا الله بقراءتكم وأريدوه بأعمالكم فإنما كنا نعرفكم إذ الوحي ينزل وإذ النبي بين أظهرنا فقد رفع الوحي وذهب النبي فإنما أعرفكم بما أقول لكم ألا فمن أظهر لنا خيرا ظننا به خيرا وأثنينا به عليه ومن أظهر لنا شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه اقدعوا هذه النفوس عن شهواتها فإنها لملقة وإنكم إلا تقدعوها تنزع بكم إلى شر غاية إن هذا الحق ثقيل مريء وإن الباطل