( في الذاهبين الأولين ... من القرون لنا بصائر ) .
( لما رأيت مواردا ... للموت ليس لها مصادر ) .
( ورأيت قومي نحوها ... تمضي الأكابر والأصاغر ) .
( لا يرجع الماضي إلي ... ولا من الباقين غابر ) .
( أيقنت أني لا محالة ... حيث صار القوم صائر ) .
قال صاحب الأوائل يروى أن سول الله قال يعرض هذا الكلام يوم القيامة على قس بن ساعدة فإن كان قاله لله فهو من أهل الجنة .
ومن ذلك خطبة أبي طالب حين خطب النبي خديجة وهي الحمد لله الذي جعلنا من زرع إبراهيم وذرية إسماعيل وجعل لنا بيتا محجوجا وحرما آمنا ثم إن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي من لا يوازن بأحد إلا رجحه ولا يعدل بأحد إلا فضله وإن كان في المال قل فإن المال ظل زائل وله في خديجة رغبة ولها فيه مثلها وما كان من صداق ففي مالي وله نبأ عظيم وخبر شائع .
ومن خطب النبي أيها الناس كأن الموت فيها على غيرنا قد كتب وكأن الحق فيها على غيرنا قد وجب وكأن الذي نشيع من الأموات سفر عما قليل إلينا راجعون نبوئهم أجداثهم ونأكل من تراثهم كأنا مخلدون بعدهم ونسينا كل واعظة وأمنا كل جائحة طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس طوبى لمن أنفق مالا اكتسبه من غير معصية وجالس أهل الفقه والحكمة وخالط أهل الذل والمسكنة طوبى لمن زكت وحسنت خليقته وطابت سريرته وعزل عن الناس شره طوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من قوله ووسعته السنة ولم تستهوه البدعة