إلى عامل من عماله بعد البسملة ( قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ ) وقال الحسن بن علي لمعاوية حين نازعه في الخلافة ( وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ) ويروى عن ابن عباس مثله وكتب الحسن إلى معاوية أما بعد فإن الله بعث محمدا رحمة للعالمين وكافة للناس أجمعين ( لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ) وكتب محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي إلى المنصور في صدر كتاب ( طسم تلك ءايات الكتاب المبين نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون ) إلى قوله ( ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون ) ولم يزل العلماء وفضلاء الكتاب يستشهدون بالقرآن الكريم في مكاتباتهم في القديم والحديث من غير نكير وذلك كله دليل الجواز ونقل عن الحسن البصري ما يدل على كراهة ذلك حيث بلغه أن الحجاج أنكر على رجل استشهد بآية فقال أنسي نفسه حين كتب إلى عبد الملك بن مروان بلغني أن أمير المؤمنين عطس فشمته من حضر فرد عليهم ( يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما ) قال في حسن التوسل وإذا صحت هذه الرواية عن الحسن فيمكن أن يكون إنكاره على الحجاج لكونه أنكر على غيره ما فعله هو وذهب بعضهم إلى أن كل ما أراد الله به نفسه لا يجوز الاستشهاد به إلا فيما يضاف إلى الله سبحانه مثل قوله ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) وقوله ( بلى ورسلنا لديهم يكتبون ) ونحو ذلك مما يقتضيه الأدب مع الله تعالى