أضمره الملك لجنكزخان وعرفاه ما أضمره الملك له وحذراه وكان جنكزخان قد لف لفيفا عظيما فجمع لفيفه من قبائل التتر وقصد ذلك الملك في جيوشه وكان من أعظم القبائل المجيبة لدعوته قبيلتان إحداهما تدعى إديرات والأخرى فيقورات مع قبيلته قبات المقدم ذكرها فجرد العساكر لأزبك خان وجرت الحرب بينهما فقتل أزبك خان وملك جنكزخان وقرب كلا من الصغيرين وجعل كلا منهما ترخانا وكتب لهما بفراغهما من جميع المؤن والكلف إلى سبعة أبطن من أولادهما .
والثاني ما حكاه السلطان عماد الدين صاحب حماة في تاريخه عن محمد بن أحمد بن علي المنشئي كاتب إنشاء السلطان جلال الدين محمد بن خوارزم شاه أن مملكة الصين كانت منقسمة من قديم الزمان إلى ستة أجزاء كل جزء منها مسيرة شهر يتولى أمر كل جزء منها خان نيابة عن خانهم الأعظم بطمغاج قاعدة الصين إلى أن كان خانهم الأكبر في زمان السلطان خوارزم شاه يسمى الطرخان وكان من جملة الخانات الستة الذين ينوبون عنه شخص يسمى دوشي خان وكان متزوجا بعمة جنكزخان فمات دوشي خان زوج عمة جنكزخان فحضر جنكزخان إلى عمته معزيا وكان يجاور دوشي خان خان من الخانات الستة يسمى أحدهما كشلوخان والآخر قلان فأرسلت زوجة دوشي خان إليهما بنعي زوجها إليهما وتلاطفهما في استقرار جنكزخان ابن أخيها مكانه في الخانية على أن يكونا معاضدين له فأجاباها إلى ذلك فاستقر جنكزخان في الخانية مكان دوشي خان زوج عمته فبلغ ذلك الخان الأعظم الطرخان فأنكر ذلك على كشلوخان وقلان المذكورين فاتصل ذلك بهما فاجتمعا هما وجنكزخان وخلعوا طاعة الطرخان ثم مات أحد الخانين وخلف ابنا اسمه كشلوخان فغلب جنكزخان على ملكه ثم مات الخان الآخر واستقل جنكزخان بالملك ثم غلب على خوارزم شاه ثم على ابنه جلال الدين واستقل بما وراء النهر