وأما استيفاء الدولة فهي وظيفة رئيسية وعلى متوليها مدار أمور الدولة في الضبط والتحرير ومعرفة أصول الأموال ووجوه مصارفها ويكون فيها مستوفيان فأكثر .
الوظيفة الثانية كتابة السر قال في مسالك الأبصار وموضوعها قراءة الكتب الواردة على السلطان وكتابة أجوبتها وأخذ خط السلطان عليها وتسفيرها وتصريف المراسيم ورودا وصدرا والجلوس لقراءة القصص بدار العدل والتوقيع عليها وقد تقدم في الكلام على الوزارة أنه صار يوقع فيما كان يوقع عليه بقلم الوزارة مع مراجعة السلطان فيما يحتاج إلى المراجعة فيه في أمور أخرى من التحدث في أمر البريد وتصريف البريدية والقصاد ومشاركة الدوادار في أكثر الأمور السلطانية مما تقدم ذكره مفصلا وبديوانه كتاب الدست وهو الذين يجلسون معه في دار العدل ويقرأون القصص على السلطان ويوقعون عليها بأمر السلطان وكتاب الدرج وهم الذين يكتبون الولايات والمكاتبات ونحوها مما يكتب عن الأبواب الشريفة وربما شاركهم كتاب الدست في ذلك .
الوظيفة الثالثة نظر الخاص وهي وظيفة محدثة أحدثها السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون C حين أبطل الوزارة على ما تقدم ذكره وأصل موضوعها التحدث فيما هو خاص بمال السلطان قال في مسالك الأبصار وقد صار كالوزير لقربه من السلطان وتصرفه وصار إليه تدبير جملة الأمور وتعيين المباشرين يعني في زمن تعطيل الوزارة قال وصاحب هذه الوظيفة لا يقدر على الإستقلال بأمر إلا بمراجعة السلطان ولناظر الخاص أتباع من كتاب ديوان الخاص كمستوفي الخاص وناظر خزانة الخاص ونحو ذلك مما لا يسع استيعابه