مشاورة واستقلالا قلت ولما عادت الوزارة بعد ذلك صارت إلى ما كانت عليه من الاقتصار على التحدث في المال وبقيت كتابة السر على ما صارت إليه من التوقيع على القصص بدار العدل وغيرها ثم إن كان الوزير صاحب قلم فهو المستقل بمباشرة الوظيفة نظرا وتنفيذا ومحاسبة على الأموال وإن كان صاحب سيف كان مقتصرا على النظر والتنفيذ وكان أمر الحساب في الأموال راجعا إلى ناظر الدولة معه .
ثم لوظيفة الوزارة أتباع كثيرة أجلها نظر الدولة واستيفاء الصحبة واستيفاء الدولة .
فأما نظر الدولة وهو المعبر عنه في مصطلح الدواوين المعمورة بالصحبة الشريفة فموضوعها أن صاحبها يتحدث مع الوزير في كل ما يتحدث فيه ويشاركه في الكتابة في كل ما يكتب فيه ويوقع في كل ما يوقع فيه الوزير تبعا له وإن كان الوزير صاحب سيف كان ناظر الدولة هو المتحدث في أمر الحسبانات وما يتعلق بها والوزير مقتصر على النظر والتنفيذ .
وأما استيفاء الصحبة فهي وظيفة جليلة رفيعة القدر قال في مسالك الأبصار وصاحبها يتحدث في جميع المملكة مصرا وشاما ويكتب مراسيم يعلم عليها السلطان تارة تكون بما يعمل في البلاد وتارة بإطلاقات وتارة باستخدامات كبار في صغار الأعمال وما يجري مجراه .
قال وهذا الديوان هو أرفع دواوين الأموال وفيه تثبت التواقيع والمراسيم السلطانية وكل من دواوين الأموال فهو فرع هذا الديوان وإليه يرجع حسابه وتتناهى أسبابه