ومما يتصل بهذه القواعد الثلاث ويلتحق بها القرافة التي هي مدفن أمواتها وهي تربة عظيمة ممتدة في سفح المقطم موقعها بين المقطم والفسطاط وبعض القاهرة تمتد من قلعة الجبل المتقدم ذكرها آخذة في جهة الجنوب إلى بركة الحبش وما حولها .
وكان سبب جعلها مقبرة ما رواه ابن الحكم عن الليث بن سعد أن المقوقس سأل عمرو بن العاص أن يبيعه سفح المقطم بسبعين ألف دينار فتعجب عمرو من ذلك وكتب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب Bه في ذلك فكتب إليه عمر أن سله لم أعطاك به ما أعطاك وهي لا تزرع ولا يستنبط بها ماء ولا ينتفع بها فسأله فقال إنا لنجد صفتها في الكتب أن فيها غراس الجنة فكتب إلى عمر بن الخطاب Bه في ذلك فكتب إليه عمر أني لا أرى غرس الجنة إلا للمؤمنين فأقبر بها من مات قبلك من المسلمين ولا تبعها بشيء فقال المقوقس لعمر ما على ذا عاهدتنا فقطع لهم قطعة تدفن فيها النصارى وهي التي على القرب من بركة الحبش وكان أول من قبر بسفح المقطم من المسلمين رجلا من المعافر اسمه عامر فقيل عمرت .
ويروى أن عيسى عليه السلام مر على سفح المقطم في سياحة ومعه أمه فقال يا أماه هذه مقبرة أمة محمد .
وفيها ضرائح الأنبياء عليهم السلام كإخوة يوسف وغيرهم .
وبها قبر آسية امرأة فرعون ومشاهد جماعة من أهل البيت والصحابة والتابعين والعلماء والزهاد والأولياء .
وقد بنى الناس بها الأبنية الرائقة والمناظر البهجة والقصور البديعة يسرح الناظر في أرجائها ويبتهج الخاطر برؤيتها وبها الجوامع والمساجد والزوايا والربط والخوانق وهي في الحقيقة مدينة عظيمة إلا أنها قليلة الساكن