وكان فيها من الروم يومئذ مائة ألف من أهل القوة لحقوا بأرض الروم في المراكب وكان من بقي ستمائة ألف سوى النساء والصبيان .
قلت وقد ذهب جل ذلك وزال أكثره ولم يبق من عجائبها ظاهرا إلا عمود السواري وهو عمود عظيم من حجر صوان خارج المدينة لا يكاد يكون له نظير في الدنيا ويقال إنه كان قبلها مدينة في مكانها تسمى رقودة بناها مصر بن بيصر بن حام بن نوح المتقدم ذكره حين بنى مدينة منف وعلى منوالها نسج الإسكندر مدينته .
القاعدة الثالثة قصر الشمع الذي هو داخل مدينة الفسطاط الآن وهو المعبر عنه في كتب الفتوح بالحصن بناه كسرجوس الفارسي أحد نواب ملك الفرس عند استيلائهم على مصر بعد غلبة بخت نصر الآتي ذكره في الكلام على ملوكها .
قال القضاعي ولم يكمله وإنما كمله الروم بعد ذلك التي فتحت مصر وهي مقرة الملوك بها .
وقد قيل إن المقوقس كان يقيم بالإسكندرية أربعة أشهر من السنة وبمدينة منف أربعة أشهر وبقصر الشمع أربعة أشهر .
واعلم أنه قد كان بالديار المصرية مستقرات أخرى عظام كانت قواعد