بيد بقايا الموحدين من أتباع المهدي بن تومرت وداخلتهم الحضارة فأخذوا في ترتيب دواوين الإنشاء بهذه الممالك ومعاناة البلاغة في المكاتبات ونحوها واستمر الحال على ذلك إلى زماننا .
وممن اشتهر بالبلاغة من كتاب المغاربة والوزراء به أبو الوليد بن زيدون والوزير أبو حفص بن برد الأصفر الأندلسي وذو الوزارتين أبو المغيرة بن حزم والوزير أبو القاسم محمد بن الحد في جماعة أخرى من متقدمي كتابهم ومن متأخريهم عبد المهيمن كاتب السلطان أبي الحسن المريني وأربى على كثير من المتقدمين ابن الخطيب وزير ابن الأحمر صاحب غرناطة من الأندلس ممن أدركه من عاصرناه .
أما الديار المصرية فلديوان الإنشاء بها خمس حالات .
الحالة الأولى ما كان الأمر عليه من حين الفتح وإلى بداية الدولة الطولونية ونواب الخلفاء تتوالى عليها واحدا بعد واحد فلم يكن لهم عناية بديوان الإنشاء ولا صرف همة إليه للاقتصار على المكاتبات لأبواب الخلافة والنزر اليسير من الولايات ونحو ذلك ولذلك لم يصدر عنهم ما يدون في الكتب ولا يتناقل بالألسنة .
الحالة الثانية ما كان الأمر عليه في الدولة الطولونية من ابتداء ولاية أحمد بن طولون واستفحال ملك الديار المصرية في الإسلام وترتيب أمرها وإلى حين انقراض الدولة الأخشيديه وفي خلال ذلك ترتب ديوان الإنشاء بها وانتظم أمر المكاتبات والولايات وكان ممن اشتهر من كتابهم بالبلاغة وحسن الكتابة أبو جعفر محمد بن أحمد بن مودود بن عبد كان كاتب أحمد بن طولون وكان مبدأ الكتاب المشهورين بها وكتب بعده لخمارويه بن أحمد بن طولون إسحاق بن نصر العبادي النصراني وتوالت الكتاب بالديوان بعد ذلك .
الحالة الثالثة ما كان الأمر عليه من ابتداء الدولة الفاطمية وإلى