الكتابة المعتبرة وصار أكثر ما يكتب عن ملوك التتار بالمغلية أو الفارسية والأمر على ذلك إلى زماننا على ما سيأتي بيانه في الكلام على دواوين الأمصار في المكاتبات والولايات وغيرهما إن شاء الله تعالى .
وكانت بلاد الغرب والأندلس بأيدي نواب الخلفاء من حين الفتح الإسلامي في خلافة عثمان بن عفان Bه ولا عناية لهم بديوان الإنشاء للتقرب من البداوة وغايته المكاتبة إلى ديوان الخلافة ونحو ذلك فلما غلب بنو العباس على الخلافة هرب طائفة من بني أمية إلى بلاد المغرب وجازت البحر إلى الأندلس فانتزعوه من النواب الذين كانوا به وملكوه وصاروا ينصبون فيه خليفة بعد خليفة جارين على سنن ما كانوا عليه بالشأم من ألقاب الخلافة مضاهين لخلافة بني العباس ببغداد من إقامة شعار الخلافة واتخاذ ديوان الإنشاء واستخدام بلغاء الكتاب وتعدت دولتهم إلى بر العدوة من بلاد المغرب فحكموه ثم تقاصر أمرهم بعد ذلك شيئا فشيئا باستيلاء المستولين المستبدين عليهم بالأمر إلى أن انقرضت دولتهم من الأندلس وبلاد المغرب واستولت عليهما طوائف من الملوك وتنقلت بهم الأحوال في استيلاء الملوك على كل ناحية منهما وتتابعت الدول في كل حين كلما خبت دولة نجمت أخرى على ما سيأتي ذكره في مكاتبات ملوكهما إن شاء الله تعالى .
وكان حال ديوان الإنشاء فيهم بحسب ما يكونون عليه من الحضارة والبداوة فأوائل الدول القريبون عهدا بالبادية لا عناية لهم بكتابة الإنشاء وإذا استحضرت الدولة صرفت اهتمامها إلى ديوان الإنشاء وترتيبه إلى أن استقر ما بقي من الأندلس بعد ما ارتجعته الفرنج منه بأيدي بني الأحمر والغرب الأقصى بيد بني مرين والغرب الأوسط بيد بين عبد الواد وإفريقية