فإذا ازداد به علما ازاد به عجبا ومنهم من يبغضه حين يراه ثم لا يزداد به علما إلا ازداه له مقتا فاتفاقهما يكون باتفاق الروحين قديما وافتراقهما يكون بافتراقهما وإذا ائتلفا ثم افترقا فراق حياة من غير بغض حادث أو فراق ممات فهنالك الموت الفظيع والأسف الوجيع ولا يكون موقف أطول غمة وأظهر حسرة وأدوم كآبة وأشد تأسفا وأكثر تلهفا من موقف الفراق بين المتواخيين وما ذاق ذائق طعما أمر من فراق الخلين وانصرام القرنين .
حدثنا محمد بن يعقوب الخطيب قال سمعت معمر بن سهل يقول سمعت جعفر بن عون يقول سمعت مسعر بن كدام يقول ... لن يلبث القرناء أن يتفرقوا ... ليل يكر عليهم ونهار ... .
أنبأنا محمد بن المهاجر المعدل حدثنا أبو أحمد بن حماد البربري حدثنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن موسى أبو غزية قال كان أبو العتاهيه إذا قدم المدينه يجلس الى فأراد مرة الخروج فودعني وقال ... إن نعش نجتمع وإلا فما ... أشغل من مات عن جميع الأنام ... .
حدثنا محمد بن أبي علي قال أنشدنا محمد بن موسى السمري أنشدنا أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ... فياعجبا ممن يمد يمينه ... الى الفه عند الفراق فيسرع ... ضعفت عن التوديع لما رأيته ... فصافحته بالقلب والعين تدمع ... .
وأنشدني ابن فياض للبحتري ... الله جارك في انطلاقك ... تلقاه شامك أو عراقك ... لا تعذلني في مسيري ... حيث سرت ولم ألاقك ... إني خشيت مواقفا ... للبين تفسح غرب ماقك