قال أبو حاتم لو لم يكن للكذب من الشين إلا إنزاله صاحبه بحيث ان صدق لم يصدق لكان الواجب على الخلق كافة لزوم التثبت بالصدق الدائم وإن من آفة الكذب أن يكون صاحبه نسيا فإذا كان كذلك كان كالمنادى على نفسه بالخزي في كل لحظة وطرفة .
سمعت أحمد بن محمد بن الأزهر يقول سمعت نصر بن علي الجهضمي يقول إن الله أعاننا على الكذابين بالنسيان وأنشدني محمد بن عبد الله البغدادي ... إذا ما المرء أخطأه ثلاث ... فبعه ولو بكف من رماد ... سلامة صدره والصدق منه ... وكتمان السرائر في الفؤاد ... .
أنبأنا بكر بن أحمد الطاحي بالبصرة حدثنا إبراهيم بن عزرة حدثنا سفيان ابن عيينة عن معمر قال الزهري لو رأيت طاووسا لعلمت أنه لا يكذب .
قال أبو حاتم Bه اللسان سبع عقور ان ضبطه صاحبه سلم وإن خلى عنه عقره وبفمه يفتضح الكذوب فالعاقل لايشتغل بالخوض فيما لا يعلم فيتهم فيما يعلم لأن رأس الذنوب الكذب وهو يبدي الفضائح ويكتم المحاسن ولا يجب على المرء إذا سمع شيئا يعيبه أن يحدث به لأن من حدث عن كل شيء أزرى برأيه وأفسد صدقه .
وقد أنبأنا أبو خليفة حدثنا ابن كثير أنبأنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن الأحوص عن عبد الله قال حسب المؤمن من الكذب أن يحدث بكل ما سمع .
أنبأنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أنبأنا عبد الله أنبأنا سفيان عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال قال عيسى بن مريم عليه السلام .
طوبى لمن خزن لسانه ووسعه بيته وبكى على خطيئته أنشدني محمد بن إسحاق الواسطي ... وإذا الأمور تزاوجت ... فالصدق أكرمها نتاجا