وأنشدني محمد بن اسحاق الواسطي ... أعاذلتي اليوم ويحكما مهلا ... وكفا الأذى عني ولا تكثرا العذلا ... دعاني تجد كفى بما ملكت يدي ... سأصبح يوما أترك الجود والبخلا ... إذا وضعوا فوق الضريح جنادلا ... علي وخلفت المطية والرحلا ... فلا أنا مختار إذا ما نزلته ... ولا أنا لاق ما ثويت به أهلا ... .
أنبأنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي حدثنا لوين حدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال كان أبي يقول مال قوم قط أقاموا على ماء عذب .
حدثنا عمرو بن محمد حدثنا الغلابي حدثنا بكر بن عامر العتري حدثنا هشام ابن محمد عن أبيه عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه قال من آتاه الله منكم مالا فليصل به القرابه وليحسن فيه الضيافة وليفك فيه العاني والأسير وابن السبيل والمساكين والفقراء والمجاهدين وليصبر فيه على النائبة فإن بهذه الخصال ينال كرم الدنيا وشرف الآخره .
قال أبو حاتم رضى الله عنه أجود الجود من جاد بماله وصان نفسه عن مال غيره ومن جاد ساد كما أن من بخل رذل .
والجود حارس الأعراض كما أن العفو زكاة العقل ومن أتم الجود أن يتعرى عن المنة لأن من لم يمتن بمعروفه وفره والامتنان يهدم الصنائع وإذا تعرت الصنيعة عن إزار له طرفان أحدهما الامتنان والآخر طلب الجزاء كان من أعظم الجود وهو الجود على الحقيقة .
ولقد أنشدني ابن زنجي ... يا رب عاذلة في الجود قلت لها ... قلى على الله فيما أنفق الخلفا ... هل من بخيل رأيت المال أخلده ... أم هل رأيت جوادا ميتا عجفا ... لما رأتني أوتي المال طالبه ... ولا أبالي تلادا كان ام طرفا ... عدت سماحي تبذيرا ولست أرى ... ما يكسب الحمد تبذيرا ولا سرفا