اليأس أدبني ورفع همتي ... واليأس خير مؤدب للناس ... إني رأيت مواضع الطمع الذي ... يضع الشريف مواضع الإخساس ... .
وأنشدني محمد بن عبد الله البغدادي ... فأجمعت يأسا لا لبانة بعده ... ولليأس أدنى للعفاف من الطمع ... والنفس تطمع هشة إن أطمعت ... وتنال باليأس السلو فتقنع ... .
أنبأنا محمد بن عثمان العقبي حدثنا يزيد بن عبد الصمد حدثنا يحيى بن صالح حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سعد بن عمارة أنه لما قال لابنه يا بني أظهر اليأس فإنه غنى وإياك والطمع فإنه فقر حاضر .
قال أبو حاتم رضى الله عنه أشرف المنى ترك الطمع الى الناس إذ لا غنى لذي طمع وتارك الطمع يجمع به غاية الشرف فطوبى لمن كان شعار قلبه الورع ولم يعم بصره الطمع .
ومن أحب أن يكون حرا فلا يهوى ما ليس له لأن الطمع فقر كما أن اليأس غنى ومن طمع ذل وخضع كما أن من قنع عف واستغنى .
ولقد أنشدني الكريزي ... لا خير في عزم بغير رويه ... والشك عجز إن أردت سراحا ... واليأس مما فات يعقب راحة ... ولرب مطمعة تعود ذباحا ... .
وأنشدني علي بن محمد البسامي ... فكنت لي أملا دهلا أطالبه ... فغيرته صروف الدهر أطوارا ... صرفت باليأس عنه النفس فانصرفت ... فما أبالى أقام الدهر أم سار ... .
أنبأنا محمد بن المهاجر المعدل حدثنا عبد الله بن أبي شيبه حدثنا عبد الله بن مروان حدثنا محمد بن هانيء الطائي قال بعث أبو الأسود الديلي الى جار