رضى الله عنه ما من أحد عنده نعمة إلا وجدت له حاسدا ولو كان المرء أقوم من القدح لوجدت له غامزا وما ضرت كلمة لم يكن لها خواطب .
وأنشدني علي بن محمد البسامي ... حسدوا الفتى إذا لم ينالوا سعيه ... فالقوم أنداد له وخصوم ... كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسدا وبغيا إنه لدميم ... وترى اللبيب محسدا لم يجتلب ... شتم الرجال وعرضه مشتوم ... .
أخبرنا محمد بن سعيد القزاز حدثنا أحمد بن إبراهيم بن حرب حدثنا غسان بن المفضل أخبرني محمد بن يزيد عن يونس بن عبيد قال قال ابن سيرين ما حسدت أحدا على شيء من الدنيا لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير الى الجنة وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير إلى النار عنه الحسد من أخلاق اللئام وتركه من أفعال الكرام ولكل حريق مطفيء ونار الحسد لا تطفأ .
ومن الحسد يتولد الحقد والحقد أصل الشر ومن أضمر الشر في قلبه أنبت له نباتا مرا مذاقه نماؤه الغيظ وثمرته الندم .
والحسد هو اسم يقع على إرادة زوال النعم عن غيره وحلولها فيه فأما من رأى الخير في أخيه وتمنى التوفيق لمثله أو الظفر بحاله وهو غير مريد لزوال ما فيه أخوه فليس هذا بالحسد الذي ذم ونهى عنه .
ولا يكاد يوجد الحسد إلا لمن عظمت نعمة الله عليه فكلما أتحفه الله بترداد النعم ازداد الحاسدون له بالمكروه والنقم .
وقد كان داود بن علي رحمة الله عليه ينشد كثيرا