كقولك : ضربتُ ضَرباً ويقالُ له : المفعولُ المطلقُ . أو مفعولاً له كقولك : ضربتُ زيداً . أو ظرفاً مفعولاً فيه زماناً أو مكاناً كقولك : خرجتُ يومَ الجُمعة ووقفتُ أمامَك أو مفعولاً معه كقولنا : جاء البردُ والطيالسةَ . ولو تُرِكَتِ الناقةُ وفصيلَها لرَضْعِها . أو مفعولاً له كقولنا : جئتُك إكراماً لكَ وفعلتُ ذلك إرادَةَ الخيرِ بك وكقولهِ تعالى : ( وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ ) . أو بأن يكونَ مُنزَّلاً منَ الفعلِ منزلةَ المفعولِ وذلك في خبرِ " كان " وأخواتها والحالِ والتَّمييزِ المنتصبِ عن تمامِ الكلامِ . مثلَ : طابَ زيدٌ نَفْساً وحَسُنَ وجهاً وكَرُمً أصلاً . ومثلهُ الاسمُ المنتصبُ على الاستثناءِ كقولك : جاءني القومُ إلاَّ زيداً لأنه من قَبيل ما ينتصبُ عن تمامِ الكلام .
وأمَّا تعلُّق الحرفِ بهما فعلى ثلاثةِ أضرب : .
أحدُها أن يتوسَّطَ بين الفِعلِ والاسمِ فيكونُ ذلكَ في حُروفِ الجرَّ التي من شأنِها أن تُعَدّي الأفعالَ إلى ما لا تَتَعدَّى إليه بأنفسِها منَ الأسماء مثلُ أنَّك تقولُ : " مررتُ " فلا يصلُ إلى نحوِ زيدٍ وعمرٍو . فإذا قلتَ : مررتُ بزيدٍ أو على زيدٍ وجدتَهُ قد وَصَلَ بالباء أو على . وكذلك سبيلُ الواوِ الكائنةِ بمعنى " مع " في قولنا : لو تُركتِ النّاقةُ وفصيلَها لرضْعِها بمنزلةِ حرفِ الجرَّ في التوسُّط بينَ الفعلِ والاسمِ وإيصاله إليه . إلا أنَّ الفرقَ أنها لا تعملُ بنفسِها شَيئاً لكنها تُعينُ الفعلَ على عملِه النصَّب . وكذلك حكمُ " إلاَّ " في الاسْتثناء فإنَّها عندَهُم بمنزلةِ هذه الواوِ الكائنة بمعنى " مع " في التوسُّطِ وعملِ النّصب في المستثنى للفعلِ ولكْن بوساطَتِها وعونٍ منها .
والضربُ الثاني مِن تعلُّقِ الحرفِ بما يتعلَّقُ به العطفُ وهو أن يدخُلَ الثاني في عَمل