وأَبدأُ بالقسمِ الأول الذي يكونُ المعنى في أحدِ البيتين غُفلاً وفي الآخَرِ مصوَّراً مَصنوعاً ويكونُ ذلك إمّا لأَنّ متأخِراً قصر عن متقدِّمِ وإما لأنْ هُدِيَ متأخِّرٌ لشيء لم يهتدِ إليه المتقدِّم ومثالُ ذلك قولُ المتنبي - السريع - : .
( بِئْسَ اللَّيالي سَهِدْتُ مِنْ طَرَبي ... شَوْقاً إلى مَنْ يَبيتُ يَرْقُدُها ) .
مع قول البحتري - الكامل - : .
( لَيلٌ يُصادِفُني ومرْهفَةَ الحَشا ... ضِدَّيْنِ أَسْهَرُهُ لَها وَتَنامُهُ ) .
وقولُ البحتري - البسيط - : .
( وَلَوْ وملكتُ زماعاً ظَلَّ يَجْذِبُني ... قَوْداً لَكانَ نَدَى كَفَّيكَ مِنْ عُقُلي ) .
مع قول المتنبي - الطويل - : .
( وَقَيَّدْتُ نَفْسي في ذَراكَ مَحَبَّةً ... وَمَنْ وَجَدَ الإِحْسانَ قَيداً تَقَيَّدا ) .
وقولُ المتنبي - الكامل - : .
( إِذا اعْتَلَّ سَيْفُ الدَّوْلَةِ اعْتَلَّتِ الأَرْضُ ... وَمَنْ فَوْقَها وَالبأْسُ وَالكَرَمُ المَحْضُ ) .
مع قولِ البحتري - الكامل - : .
( ظَلِلْنا نَعُودُ الجُودَ مِنْ وَعْكِكَ الَّذي ... وَجَدْتَ وَقُلْنا : اعْتَلَّ عِضْوٌ منَ المَجْدِ ) .
وقولُ المتنبي - الكامل - :