رَبَّكُمْ ) ولِمَ أُمِرُوا بأَنْ يَتَّقُوا وكذلك قولُه : ( إنّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ ) . بيانٌ للمعنى في أمرِ النبي بالصلاة أي بالدُّعاء لهم . ولهذا سبيلُ كلِّ ما أنتَ ترى فيه الجملةَ يُحتاجُ فيها إلى الفاء . فاعرفْ ذلك .
فأما الذي ذُكِرَ عن أبي العباس مِن جَعْلِهِ لها جوابَ سائلٍ إذا كانتْ وحدَها . وجوابَ مُنكِرٍ إذا كان معها اللامُ . فالذي يدلُّ على أنَّ لها أصلاً في الجوابِ أنَّا رأيناهم قد ألزَموها الجملةَ من المبتدأ والخبر إذا كانت جواباً للقَسمِ نحو : واللهِ إنَّ زيداً منطلقٌ . وامتنعوا من أن يقولوا : واللهِ زيدٌ منطِلقٌ . ثم إنّا إذا اسْتَقرينا الكَلامَ وجدنا الأَمْرَ بيِّنًا في الكثير من مواقِعها أنه يقصدُ بها إلى الجوابِ كقولهِ تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً . إِنَّا مَكَّنّا لَهُ في الأَرْضِ ) وكقولِه عزَّ وجلَّ في أَوَّلِ السورة : ( نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبأَهُمْ بالحَقِّ إنّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهم ) وكقوله تعالى : ( فإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إنّي بَرِىءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ) وقولِه تعالى : ( قُلْ إنّي نُهيْتُ أنْ أَعْبُدَ الذينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ الله ) وقولِهِ : ( وَقلْ إنّي أَنا النَّذيرُ المُبِينُ ) وأشباهِ ذلك مما يُعلمُ به أنه كلامٌ أُمِرَ النبيُّ بأن يجيبُ به الكفارَ في بعضِ ما جادلوا وناظَروا فيه . وعلى ذلكَ قولُه تعالى : ( فَأَتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إنَّا رَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ ) وذاك أنَّه يعلَمُ أنَّ المعنى : فأْتياهُ فإِذا قالَ لَكُما ما شأْنُكما وما جاءَ بكما وما تقولان فقولا : إنَّا رسولُ ربِّ العالمينَ . وكذا قولُه : ( وقَالَ مُوسى يا فِرْعَوْنُ إنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ العَالَمِينَ ) هذا سبيلُه