أَمّا أمرُه به فمنَ المعلوم ضَرورةً وكذلك سماعهُ إِيّاه فقد كان حسانٌ وعبدُ الله بنُ رَواحَة وكعبُ بن زُهير يمدحونَهُ ويسمع منهم ويُصغي إِليهم ويأمرهم بَالردَّ على المُشركين فيقولون في ذلك ويَعرِضُونَ عليه . وكان عليه السّلامُ يذكُر لهم بعضَ ذلك كالذي رُوي من أنه قال لكعبٍ " ما نَسِي ربُّك وما كان رَبُّك نسيّاً شعراً قُلتَهُ " . قال : وما هوَ يا رسولَ الله قال : " أَنشدَه يا أبا بكرٍ " . فأَنشدَ أبو بكرٍ رضوانُ الله عليه - الكامل - : .
( زَعمتْ سَخينةُ أنْ ستغلِبُ ربَّها ... ولَيُغلبَنَّ مُغالِبُ الغَلاّبِ ) .
وأمّا استنشادُه إِيّاهُ فكثيرٌ . من ذلك الخبرُ المعروفُ في استنشادهِ - حين اسْتَسقى فسُقيَ - قولَ أبي طالب - الكامل - : .
( وأبيضَ يُسْتَسقى الغَمامُ بِوَجْههِ ... ثِمالُ اليَتامى عِصْمَةٌ للأَرامِلِ ) .
( يُطيفُ به الهُلاَّكُ من آلِ هاشمٍ ... فَهُمْ عِندهُ في نِعمةٍ وفَواضلِ ) .
الأبيات