المدخل إلى إعجاز القرآن .
بسم الله الرحمن الرحيم .
توكلتُ على الله وحده .
قال الشيخُ الإمامُ مجدُ الإسلام أبو بكر عبدُ القاهِر بنُ عبد الرَحمنِ بنِ محمّدٍ الجُرجانيُّ C تعالى : الحمدُ لله رب العالمينَ حمْدَ الشاكرينَ وصلواتُه على محمدٍ سيّدِ المرسلينَ وعلى آلهِ أجمعين .
هذا كلامٌ وجيزٌ يطَّلع به النّاظرُ على أصولِ النّحوِ جُملةً وكلَّ ما به يكونُ النظمُ دَفعةً وينظُرُ منه في مرآةٍ تُريهِ الأشياءَ المُتباعدَةَ الأمكنةِ قدِ التقَتْ لهُ حتَّى رآها في مكانٍ واحد ويَرى بها مُشْئماً قد ضَمَّ إلى مُعْرِقٍ ومُغرّباً قد أخذَ بيدِ مُشَرَّقٍ وقد دخلتُ بأخَرَةٍ في كلامٍ مَن أَصغى إليه وتدبَّره تدبُّرَ ذي دِينٍ وفُتوَّةٍ دَعاهُ إلى النَّظرِ في الكتابِ الذي وَضعناهُ وبعَثهُ على طلبِ ما دَوَّنَّاهُ والله تعالى الموفَّقُ للصَّوابِ والمُلهمُ لِما يُؤدي إلى الرَّشاد بمَنِّه وفَضلهِ .
قال عبد القاهر رضي الله تعالى عنه : معلومٌ أنْ ليسَ النظمُ سِوى تَعليقِ الكَلِمِ بعضِها ببعضٍ وجعلِ بعضِها بسببٍ مِن بعضٍ .
والكلمُ ثلاثٌ : اسمٌ وفعلٌ وحرفٌ وللتَّعليقِ فيما بَيْنَها طرقٌ معلومةٌ وهو لا يَعْدو ثلاثةَ أقسامٍ : تعلق اسمٍ باسمٍ