وقولِ مالِك بن رُفَيعٍ وكان جَنَى جنايةً فطلَبه مُصْعَبُ بنُ الزُّبَيْر - الوافر - : .
( أَتَاني مُصْعَبٌ وبَنُوا أبيهِ ... فأَيْنَ أَحِيدُ عَنْهمْ لا أَحِيدُ ) .
( أَقَادُوا مِنْ دَمي وتَوَعَّدُوني ... وكُنْتُ وما يُنْهْنِهُني الوَعيدُ ) .
" كان " في هذا كلِّه تامةٌ والجملةُ الداخلُ عليها الواوُ في موضِعِ الحال ألا ترى أنَّ المعنى " وُجِدْتُ غيرَ خاشٍ للذئبِ . ولقد وُجِدَ غيرَ مدعوِّ لأَبٍ . وَوُجِدتُ غيرَ مُنهنهٍ بالوعيد وغيرَ مبالٍ به " ولا معنًى لجعلها ناقصةً وجَعْلٍ الواوِ مزيدةً . وليس مَجيءُ الفعل المضارعِ حالاً على هذا الوجه بعزيزٍ في الكلام . ألا تراكَ تقولُ : جعلتُ أمشي وما أدري أينَ أضَعُ رجلي وجَعَل يقولُ ولا يدري وقال أبو الأَسود : .
" ويُصيبُ وما يدري " وهو شائعٌ كثيرٌ .
فأمَّا مجيءُ المضارعِ مَنفياً حالاً من غيرِ الواوِ فيكثرُ ويَحْسُن . فمن ذلك قولُهُ - الطويل - : .
( مَضَوْا لا يُريدونَ الرَّوَاحَ وغَالَهُمْ ... منَ الدَّهرِ أسْبابٌ جَرَيْنَ على قَدْرِ ) .
وقال أرطاةُ بنُ سُهَيَّةَ وهو لطيفٌ جداً - البسيط - :