وقولِهِ - الخفيف - : .
( وَلَقد أغْتدي يدافِعٌ رُكْني ... أحْوَذِيٌّ ذُو مَيْعَةٍ إضْريجُ ) .
وكذلك قولُك : جاءني زيدٌ يسرعُ . لا فَصْلَ بينَ أن يكونَ الفعلُ لذي الحالِ وبينَ أن يكونَ لمن هو مِنْ سببِه فإنَّ ذلك كلَّه يستمرُّ على الغَنى عن الواوِ . وعليه التَّنزيلُ والكلامُ ومثالهُ في التنزيل قولُه عَزَّ وجَلّ ( ولا تَمْنُنْ تَسْتَكثِرْ ) وقولُه تعالى : ( وسَيُجَنَّبُها الأَّتْقَى . الذي يؤْتي مَاَلَهُ يَتَزَكَّى ) وكقوله عَزّ اسمُه ( وَيَذَرُهُم في طُغْيَانِهم يَعْمَهُونَ ) . فأما قولُ ابن هَمّامٍ السَّلُولي - من المتقارب - : .
( فَلَمَّا خَشِيْتُ أَظافيرهُ ... نَجَوْتُ وأّرْهُنُهم مَالِكا ) .
في روايةِ مَن رَوى " وأرهُنُهم " وما شَبَّهوه به مِنْ قولهم : قُمْتُ وأَصُكُّ وَجههَ . فليستَ الواو فيها للحال وليس المعنى : نجوتُ راهناً مالكاً وقمتُ صاكًّا وجهَهُ ولكن أرهنُ وأَصُكُّ حكايةُ حالٍ مثلُ قوله - الكامل - : .
( وَلَقد أمُرُّ على اللَّئيمِ يَسُبُّني ... فَمَضَيْتُ ثُمَّتَ قُلْتُ : لا يَعْنِيني )