ومنه قول البهاء زهير .
( يا ألفا من قده أقبلت ... بالله كوني ألف الوصل ) ومنه قول الأمير أمين الدين علي السليماني .
( أضيف الدجا معنى إلى لون شعره ... فطال ولولا ذاك ما خص بالجر ) .
( وحاجبه نون الوقاية ما وقت ... على شرطها فعل الجفون من الكسر ) ومنه قول شمس الدين بن العفيف .
( يا ساكنا قلبي المعنى ... وليس فيه سواه ثاني ) .
( لأي معنى كسرت قلبي ... وما التقى فيه ساكنان ) .
أما البيتان فإنهما في غاية اللطف ولكن أوردوا عليهما أيضا إيرادا حسنا وهو أن الساكنين إذا اجتمعا كسر أحدهما وهو الأول وكلامه في البيتين أن المكسور غير الاثنين ومنه قول ابن الوردي .
( شاعر أخرج نصفا زغلا ... عند خباز فلما أن عرف ) .
( قال لم تصرف هذا قال مه ... يصرف الشاعر ما لا ينصرف ) .
قلت قد أتيت في معنى هذه النكتة بما هو أبدع من بيت زين الدين بن الوردي وما ذاك إلا أن مولانا المقر الأشرف القاضوي الناصري محمد بن البارزي الجهني الشافعي صاحب دواوين الإنشاء الشريف C أحالني على شهاب الدين الذهبي بخمسين دينارا ومطل بها مدة فكتبت إليه .
( قد منعتم صرف الدنانير عني ... ولكم في الورى هبات كثيره ) .
( وأنا شاعر وفي شرع نظمي ... صرفها جائز لأجل الضروره ) ويعجبني في هذا الباب إلى الغاية قول الشيخ زين الدين بن الوردي C تعالى .
( وأغيد يسألني ... ما المبتدا والخبر ) .
( مثلهما لي مسرعا ... فقلت أنت القمر ) .
وحكي أنه كان بالعراق غلامان أحدهما اسمه عمر والآخر أحمد فعزل عمر عن عمله وولي أحمد مكانه بسبب ما وزنه فقال بعض الشعراء في ذلك