ومنه قول أبي الطيب المتنبي .
( بليت بلى الأطلال إن لم أقف بها ... وقوف شحيح ضاع في الترب خاتمه ) .
( قفي تغرمي الأولى من اللحظ مهجتي ... بثانية والمتلف الشيء غارمه ) .
المعنى أن النظرة الأولى أتلفت مهجتي فلزم غرمها بنظرة ثانية لأنه من أتلف شيئفا حكم عليه بغرمه ولكن في التركيب قلق وعقادة .
ومنه قول شمس الدين محمد بن جابر الأندلسي C تعالى .
( طلبت زكاة الحسن منها فجاوبت ... إليك فهذا ليس تدركه مني ) .
( علي ديون للعيون فلا ترم ... زكاة فإن الدين يسقطها عني ) ومنه قول الشيخ صدر الدين بن الوكيل .
( يا سيدي إن جرى من مدمعي ودمي ... للعين والقلب مسفوح ومسفوك ) .
( لا تخش من قود يقتص منك به ... فالعين جارية والقلب مملوك ) ومن الاقتباسات في علم المنطق قول شمس الدين محمد بن العفيف التلمساني .
( للمنطقيين أشتكي أبدا ... عين رقيب فليته هجعا ) .
( صادرها من أحبه فأبى ... أن نختلي ساعة ونجتمعا ) .
( كيف غدت دائما وما انفصلت ... مانعة الجمع والخلو معا ) .
وهذه الأبيات في غاية الحسن ولكن أورد بعضهم إيرادا وقال ظاهر كلامه التعجب من هذه القضية والمراد في مثل هذا أن يتعجب مما خرج عن القواعد وهذه القضية موجودة مستعملة وذلك قولهم العدد إما زوج وإما فرد فهذه القضية مانعة الجمع فإن الزوجية والفردية لا يجتمعان ومانعة الخلو فإن العدد لا يخلو من أحدهما فلا معنى للتعجب ومنه قول بعضهم .
( مقدمات الرقيب كيف غدت ... عند لقاء الحبيب متصله ) .
( تمنعنا الجمع والخلو معا ... وإنما ذاك حكم منفصله )