ذكر التعطف .
( تعطف الخير كم أبدوا لمذنبهم ... والخير ما زال في أبواب صفحهم ) .
التعطف شبيه بالترديد في إعادة اللفظة بعينها في البيت والفرق بينهما أن التعطف شرطه أن تكون إحدى كلمتيه في مصراع والأخرى في مصراع آخر .
قلت وهذا النوع أيضا من الأنواع التي تقدمت وقررت أن ليس تحتها كبير أمر وأن رتبة البديع أعلى من هذه الأنواع السافلة ولكن تقدم قولي إن القوم كلما طلبوا الكثرة تغالوا في الرخيص والشروع في المعارضة ملزم وقد استشهدوا على هذا النوع أعني التعطف بقول أبي الطيب المتنبي .
( فساق إلي العرف غير مكدر ... وسقت إليه المدح غير مذمم ) وبيت الشيخ صفي الدين على هذا النوع الرخيص قوله .
( وصحبه من لهم فخر إذا افتخروا ... ما أن يقصر عن غايات فضلهم ) والعميان ما نظموا هذا النوع في بديعيتهم وبيت الشيخ عز الدين الموصلي في بديعيته قوله .
( تعطفوا برضا أحبابهم وعلى ... أعدائهم عطفوا بالصارم الخذم ) وبيت بديعيتي أنا مستمر فيه على وصف الصحابة Bهم بقولي .
( تعطف الخير كم أبدو لمذنبهم ... والخير ما زال في أبواب صفحهم ) وقلت بعده مشيرا إليهم