القريب المورى به وقد تقدم لازمه على جهة الترشيح وهو درهم الإنفاق لأنه من لوازم الحسد ويحتمل العيون التي يلاطفها بالكحل وهذا هو المعنى المورى عنه وهو مراد الناظم الكاحل .
انتهى القسم الأول من التورية المرشحة والقسم الثاني منها هو ما ذكر لازمه بعد لفظ التورية ومن أمثلته اللطيفة قول الشاعر .
( مذ همت من وجدي في خالها ... ولم أصل منه إلى اللثم ) .
( قالت قفوا واستمعوا ما جرى ... خالي قد هام به عمي ) .
الشاهد في الخال فإنه يحتمل خال النسب وهذا هو المعنى القريب المورى به وقد ذكر لازمه بعد لفظ التورية على جهة الترشيح وهو العم ومنه قول الشاعر .
( أقلعت عن رشف الطلا ... واللثم في ثغر الحبب ) .
( وقلت هذي راحة ... تسوق للقلب التعب ) .
الشاهد هنا في الراحة التي هي ضد التعب وقد ذكر التعب بعدها على جهة الترشيح لها وهذا هو المعنى القريب المورى به ويحتمل الراحة التي هي من أسماء الخمر وهذا هو المعنى البعيد المورى عنه وهو مراد الناظم .
النوع الثالث التورية المبينة وهي ما ذكر فيها لازم المورى عنه قبل لفظ التورية أو بعده فهي بهذا الاعتبار أيضا قسمان فالقسم الأول هو ما ذكر لازمه من قبل واستشهدوا عليه بقول البحتري .
( ووراء تسدية الوشاح ملية ... بالحسن تملح في القلوب وتعذب ) .
الشاهد هنا في تملح فإنه يحتمل أن يكون من الملوحة التي هي ضد العذوبة وهذا هو المعنى القريب المورى به ويحتمل أن يكون من الملاحة التي هي عبارة عن الحسن وهذا هو المعنى البعيد المورى عنه وهو مراد الناظم وقد تقدم من لوازمه على جهة التبيين ملية بالحسن .
قلت هذا الشاهد الذي استشهدوا به من نظم البحتري فيه نظر ولكن يأتي