ومن غراميات الشاب الظريف شمس الدين محمد بن العفيف قوله في باب الانسجام .
( عفا الله عن قوم عفا الصبر منهم ... فلو رمت ذكرى غيرهم خانني الفم ) .
( تجنوا كأن لا ود بيني وبينهم ... قديما وحتى ما كأنهم هم ) .
( وبالجزع أحباب إذا ما ذكرتهم ... شرقت بدمع في أواخره دم ) .
( ومشبوب ناري وجنة وجناية ... تعلمه ألحاظه كيف يظلم ) .
( ألم وما في الركب منا متيم ... وعاد وما في الركب إلا متيم ) .
( وليس الهوى إلا التفاتة طامح ... يروق لعينيه الجمال المنعم ) .
( خليلي ما للقلب هاجت شجونه ... وعاوده داء من الشوق مؤلم ) .
( أظن ديار الحي منا قريبة ... وإلا فمنها نفحة تتنسم ) .
ومثله قوله .
( لا تخف ما فعلت بك الأشواق ... واشرح هواك فكلنا عشاق ) .
( فعسى يعينك من شكوت له الهوى ... في حمله فالعاشقون رفاق ) .
( لا تجزعن فلست أول مغرم ... فتكت به الوجنات والأحداق ) .
( واصبر على هجر الحبيب فربما ... عاد الوصول وللهوى أخلاق ) .
( كم ليلة أسهرت أحداقي بها ... وجدا وللأفكار بي إحداق ) .
( يا رب قد بعد الذين أحبهم ... عني وقد ألف الفراق فراق ) .
( واسود حظي عندهم لما سرى ... فيه بنار صبابتي إحراق ) .
( عرب رأيت أصح ميثاق لهم ... أن لا يصح لديهم ميثاق ) .
ومثله قوله .
( بتثني قوامك الممشوق ... وبأنوار وجهك المعشوق ) .
( وبمعنى للحسن مبتكر فيك ... وقلب كقلبي المحروق ) .
( جد بوصل أو زورة أو بوعد ... أو كلام أو وقفة في الطريق ) .
( أو بإرسالك السلام مع الريح ... وإلا فبالخيال الطروق )