ويعجبني من انسجامات ابن سنا الملك قوله .
( دنوت وقد أبدى الكرى منه ما أبدى ... فقبلته في الثغر تسعين أو إحدى ) .
( وأبصرت في خديه ماء وخضرة ... فما أملح المرعى وما أعذب الوردا ) .
( تلهب ماء الخد أو سال جمره ... فيا ماء ما أذكى ويا جمر ما أندى ) .
( أقول لناه قد أشار بتركه ... لقد زدتني فيما أشرت به زهدا ) .
( فلم لا نهيت الثغر أن يعذب اللمى ... ولم لا أمرت الصبر أن يكتم النهدا ) .
( وأقسم ما عندي إليه صبابة ... وكيف وجور الشوق لم يبق لي عندا ) .
( وفي القلب نيران الخليل توقدت ... وما ذقت منها لا سلاما ولا بردا ) .
ومثله قوله ويعجبني إلى الغاية .
( نعم المشوق وأنعم المعشوق ... فالعيش كالخصر الرقيق رقيق ) .
( خصر أدير عليه معصم قبلة ... فكأن تقبيلي له تعنيق ) .
( ونعم لقد طرق الحبيب وماله ... إلا خدود العاشقين طريق ) .
( فرشوا الخدود طريقه فكأنما ... زفراتهم لقدومه تطريق ) .
( وافى وصبح جبينه متنفس ... وأتى وجيد رقيبه مخنوق ) .
( فصنعت فيه صناعة شعرية ... فالصدر يرحب والعناق يضيق ) .
ومثله قوله وهو في غاية الظرف .
( لا أجازي حبيب قلبي بجرمه ... أنا أحنى عليه من قلب أمه ) .
( ضن عني بريقه فتحيلت ... إلى أن سرقته عند لثمه ) .
( وإلى اليوم من ثلاثين يوما ... لم تزل من فمي حلاوة طعمه ) .
( إن قلبي لصدره ورقادي ... ملك أجفانه وروحي لجسمه ) .
( يكسر الجفن بالفتور ومالي ... عمل وقت كسره غير ضمه )