بمحاسنها الرواة في كل مغنى قول الشيخ جمال الدين بن نباتة في وصف قوس البندق بعد تغزله في الرامي .
( قد حمد القوم به عقبى السفر ... عند اقتران القوس منه بالقمر ) .
( لولا حذار القوس من يديه ... لغنت الورق على عطفيه ) .
( في كفه محنية الأوصال ... قاطعة الأعمار كالهلال ) .
ثم قال منها وهي الطردية الموسومة بنظم السلوك في مصائد الملوك ولم يخرج عن تشبيه القوس مع اشتراك التورية .
( كأنها حول المياه نون ... أو حاجب بما نشا مقرون ) .
ويعجبني منها قوله في وصف التم مع حسن التضمين .
( تخاله من تحت عنق قد سجا ... طرة صبح تحت أذيال الدجا ) .
ومنها يشبه الطيور الواقعة على قسي الرماة .
( كأنها وهي لدينا وقع ... لدى محاريب القسي ركع ) .
ومن التشابيه الغريبة التي لم يسبق الشيخ جمال الدين بن نباتة إليها قوله .
( أشكو السقام وتشكو مثله امرأتي ... فنحن في الفرش والأعضاء ترتج ) .
( نفسان والعظم في نطع يجمعنا ... كأنما نحن في التمثيل شطرنج ) .
ومثله في الغرابة قوله من قصيدته اللامية التي عارض بها كعب بن زهير في مديح النبي مع التضمين الفائق .
( ما يمسك الهدب دمعي حين أذكركم ... إلا كما يمسك الماء الغرابيل ) .
ومن لطائف التشبيهات قول بدر الدين حسن الزغاري في وصف زهر الزنبق .
( وزهرة من زنبق ... أنوارها وهاجه ) .
( صفراء في مبيضة ... كالراح في الزجاجة )