( بالنسيم العليل منكم إذا ... هب على الغور والربا عللونا ) .
( وارحموا سائل الدموع وبالله ... عليكم لا تنهروا السائلينا ) .
( وإذا ما نهرتم الدمع نهرا ... لا تخوضوع فيه مع الخائضينا ) .
( حبكم فرضنا وسيف جفاكم ... قد غدا في بعادنا مسنونا ) .
( والحشا لم تخن عهود وفاكم ... وسلوا من غدا عليها أمينا ) .
ومثله قولي من قصيدة كتبت بها من طرابلس المحروسة إلى سيدنا قاضي القضاة تقي الدين ابن الخيثمي الحنفي بحماة المحروسة نور الله ضريحه وجعل من الرحيق المختوم غبوقه وصبوحه .
( فيا ساكني مغنى حماة نعمتم ... صباحا ولو ألغيتم في الورى ذكري ) .
( فودي ودي مثل ما تعهدونه ... ولكن صبري عنكم عاد كالصبر ) .
( وقد كنت أخشى هجركم قبل بعدكم ... فلما بعدتم قلت آها على الهجر ) .
( وإن جلت في ميدان نظمي تشوقا ... تسابقني حمر المدامع بالنثر ) .
( وشيعي همي كلما رام بعدكم ... يحاربني ناديت يا لأبي بكر ) .
قد تقدم وتقرر أن مخالص التورية صعب مسلكها على كثير من الناس ولم أبرز بدورها هنا كاملة إلا ليزول عن الطالب ظلمة الالتباس .
وأنشدني من لفظه لنفسه الكريمة أحد أعيان العصر المقر المجدي فضل الله بن مكانس فسح الله في أجله مخلصا من غزل إلى مديح نبوي وهو .
( كم حمد السامعون وصفي ... لغادة قينة وأغيد ) .
( فعدت عنه تقى وعودي ... لمدح خير الأنام أحمد ) .
هذا المخلص حلاه المقر المجدي بشعار التورية وخفر المديح النبوي ومخلص الشيخ صفي الدين الحلي في بديعيته .
( من كل معربة الألفاظ معجمة ... يزينها مدح خير العرب والعجم ) .
الشيخ صفي الدين تخلص في بيت واحد ووثب من شطره الأول إلى شطره الثاني على الشرط المعروف وهذا المنوال قد تقرر أنه عليه عقدت خناصر المتأخرين ولكن الشيخ صفي الدين وثب وثبة ضعيفة دلت على ضعف تخلصه فإن بيته بمفرده غير صالح للتجريد .
وقد تقدم القول على بيت القسم من قصيدة أنه غير صالح للتجريد أيضا فإنه لم يأت بجواب قسمه إلا في بيت الاستعارة وعلى كل تقدير إن لم يؤت ببيت القسم