ومثله قوله من قصيدة يمدح بها الملك المعظم مطلعها .
( تقنعت لكن بالحبيب المعمم ... وفارقت لكن كل عيش مذمم ) .
وما أحلى ما قال بعده .
( وباتت يدي في طاعة الحب والهوى ... وشاحا لخصر أو وسادا لمعصم ) .
وما أبدع ما قال منها .
( سعدت ببدر خده برج عقرب ... فكذب عندي قول كل منجم ) .
( وأقسم ما وجه الصباح إذا بدا ... بأوضح مني حجة عند لومي ) .
( ولا سيما لما مررت بمنزل ... كفضلة صبر في فؤاد متيم ) .
( وما بان لي إلا بعود أراكة ... تعلق في أطرافه ضوء مبسم ) .
سبحان المانح والله لقد أحرز القاضي السعيد قصبات السبق برقة هذه الألفاظ وغرابة هذه المعاني ولقد خلب القلوب وجلا ظلمة الأفهام بقوله .
( وما بان لي إلا بعود أراكة ... تعلق في أطرافه ضوء مبسم ) .
وأظنه من المخترعات والله أعلم وما أحلى ما قال بعده .
( وقفت به أعتاض عن لثم مبسم ... شهي لقلبي لثم آثار منسم ) .
( ولم ير طرفي قط شملا مبددا ... يقابله إلا بدمع منظم ) .
( ولم يسل قلبي أو فمي عن غزالة ... وعن غزل إلا بمدح المعظم ) .
ومن المخالص البديعة قول الصاحب بهاء الدين زهير من قصيدة يمدح بها الأمير نصير الدين اللمطي مطلعها .
( لها خفر يوم اللقاء خفيرها ... فما بالها ضنت بما لا يضيرها ) .
وما ألطف ما قال بعده .
( أعدتها أن لا يعاد مريضها ... وسيرتها أن لا يفك أسيرها )