( هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا ... من قبله فتمنى فسحة الأجل ) .
( وإن علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل ) .
( فاصبر لها غير محتال ولا ضجر ... في حادث الدهر ما يغني عن الحيل ) .
( أعدي عدوك أدنى من وثقت به ... فحاذر الناس واصحبهم على دخل ) .
( وإنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعول في الدنيا على رجل ) .
( يا واردا سؤر عيش كله كدر ... أنفقت صفوك في أيامك الأول ) .
( فيم اقتحامك لج البحر تركبه ... وأنت تكفيك منه مصة الوشل ) .
( ملك القناعة لا يخشى عليه ولا ... يحتاج فيه إلى الأنصار والخول ) .
( ترجو البقاء بدار لا بقاء لها ... فهل سمعت بظل غير منتقل ) .
( ويا أمينا على الأسرار مطلعا ... اصمت ففي الصمت منجاة من الزلل ) .
وممن سار في مجرى هذه القصيدة ووزنها أبو الطيب المتنبي في قصيدته التي أولها .
( أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل ... دعا فلباه قبل الركب والإبل ) .
( وما صبابة مشتاق على أمل ... من اللقاء كمشتاق بلا أمل ) .
( والهجر أقتل لي مما أراقبه ... أنا الغريق فما خوفي من البلل ) .
( قد ذقت شدة أيامي ولذتها ... فما حصلت على صاب ولا عسل ) .
( خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به ... في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل ) .
أنظر إلى محاسن هذين الفحلين إلى الغاية التي تمثلا بها في الشمس وزحل وتأخر سوابق الأفهام عن معرفة السابق منهما إلى الغاية ومنها قوله .
( وقد وجدت مكان القول ذا سعة ... وإن وجدت لسانا قائلا فقل ) .
( لعل عتبك محمود عواقبه ... فربما صحت الأجسام بالعلل )