ومثله .
( إن هذا الربيع شيء عجيب ... تضحك الأرض من بكاء السماء ) .
( ذهب حينما ذهبنا ودر ... حيث درنا وفضة في الفضاء ) .
وما أحلى قول القائل في هذا الباب .
( إذا نحن سرنا بين شرق ومغرب ... تحرك يقظان التراب ونائمه ) .
فالمطابقة بين اليقظان والنائم ونسبتهما إلى التراب على سبيل المجاز وهذا هو التكافؤ عند ابن أبي الأصبع .
وأما المطابقة الحقيقية التي لم تأت بغير ألفاظ الحقيقة فأعظم الشواهد عليها قوله تعالى ( وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيى ) وكقول النبي للأنصار رضي الله تعالى عنهم ( إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلون عند الطمع ) فانظر إلى هذه البلاغة النبوية والمناسبة التامة ضمن المطابقة .
ومن الشواهد الشعرية قول الحماسي .
( تأخرت أستبقي الحياة فلم أجد ... لنفسي حياة مثل أن أتقدما ) .
ولآخر .
( لئن ساءني أن نلتني بإساءة ... لقد سرني أني خطرت ببالك ) .
ولآخر في وصف فرس وأجاد .
( وأرى الوحش في يميني إذا ما ... كان يوما عنانه بشمالي ) .
والمعجز الذي لا تصل إليه قدرة مخلوق قوله تعالى ( وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات ) فانظر إلى عظم هذه المطابقة وما فيها من الوجازة .
ومن ذلك في الحديث قول النبي ( فليأخذ العبد من نفسه لنفسه ومن ديناه لآخرته ومن الشبيبة للكبر ومن الحياة للممات فوالذي نفسي بيده ما بعد الحياة مستعتب ولا بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار ) .
انتهى ما قررته في المطابقة لغة واصطلاحا وما أوردته من الفرق بينهما وبين التكافؤ على رأي ابن أبي الأصبع