لا يتبين فيه ترتيب ولا عكس كما تقدم ومثله قول ابن سكرة في بيت الكافات الشتائية .
( جاء الشتاء وعندي من حوائجه ... سبع إذا القطر عن حاجاتنا حبسا ) .
( كن وكيس وكانون وكاس طلا ... مع الكباب وكس ناعم وكسا ) .
وظريف هنا قول من قال .
( جاء الصفاع وعندي من حوائجه ... سبع إذا الصفع في ميدانه وقفا ) .
( نطع وطرق وزريوك وغاشية ... وركوة وجراب ناعم وقفا ) .
ففي قوله بعد ما ذكره من آلات الصفع وقفا .
غاية في اللطف وقوة في تمكين القافية .
انتهى الكلام على اللف والنشر المفصل المرتب وعلى غيره .
وأما أصحاب البديعيات فإنهم ما نظموا إلا المفصل المرتب لأنه المقدم عند علماء البديع في هذا الباب ولم يأتوا به إلا في بيت واحد بحيث يكون مثالا شاهدا على هذا النوع وماشيا على سنن الأبيات المفردة المشتملة على أنواع البديع وبيت صفي الدين غاية في هذا الباب لما اشتمل عليه من السهولة والرقة وعدم الحشو وهو قوله .
( وجدي حنيني أنيني فكرتي ولهي ... منهم إليهم عليهم فيهم بهم ) .
والعميان لم يأتوا بهذا النوع إلا في بيتين مع عقادة التركيب .
ولقد حبست عنان القلم عن الكلام عليهما لكونهما من جملة مديح النبي وهما .
( حيث الذي إن بدا في قومه وحبى ... عفاته ورمى الأعداء بالنقم ) .
( فالبدر في شبهه والغيث جاد لذي ... محل وليث الشرى قد جال في الغنم )