قال شهاب الدين المذكور في شرح بديعية صاحبه ابن جابر إن اللف والنشر في هذين البيتين غير كامل التفصيل .
لأنه نص في اللف على ستة ونص في النشر على سبعة وكل منهما راجع إلى منصوص عليه في اللف إلا الأهلة فإنه راجع إلى الأشطار وهي غير مذكورة في اللف .
قلت هذا يفهم من قوله يقطع .
قال الشيخ شهاب الدين قوله ضحى في بيت اللف مطرح لا نظير له في النشر .
قلت ضحى ليس لها في الحسن نظير فإنه جعل البطيخة شمسا وهي أنور من قول صاحبه في بيته أملد وأقصد .
فإنه لم ينص عليهما في اللف وهما أجنبيان مما نحن فيه .
ووصلوا في الجمع بين اللف والنشر المفصل المرتب إلى اثني عشر .
لكن تكلفوا وتعسفوا وأتوا به في بيتين ولم تسفر لهم وجوه المعاني المسفرة عن بهجة .
ولابن بلدتنا الشيخ علاء الدين بن مقاتل مالك أزمة الزجل وقد تقدم ذكره في ما أوردته له من أزجاله على الجناس المقلوب واللفظي الجمع في اللف والنشر بين ثمانية وثمانية مع عدم الحشو والفرار من التعسف وصحة الانسجام .
( خدود وأصداغ وقد ومقلة ... وثغر وأرياق ولحن ومعرب ) .
( فورد وسوسان وبان ونرجس ... وكاس وجريال وجنك ومطرب ) .
ومما سمعت في هذا النوع وفيه الجمع بين عشرة وعشرة قول بعضهم .
( شعر جنين محيا معطف كفل ... صدغ فم وجنات ناظر ثغر ) .
( ليل صباح هلال بانة ونقا ... آس أقاح شقيق نرجس در ) .
وجل القصد هنا أن يكون اللف والنشر في بيت واحد خاليا من الحشو وعقادة التركيب جامعا بين سهولة اللفظ والمعاني المخترعة .
انتهى الكلام على اللف والنشر المفصل المرتب .
وأما القسم الذي هو العكس أعني غير المرتب فكقول الشاعر .
( كيف أسلو وأنت حقف وغصن ... وغزال لحظا وقدا وردفا ) .
فعدم الترتيب ظاهر في البيت وأما القسم المذكور على الإجمال فهو قسم واحد