أنظر أيها المتأمل إلى حصة الاشتراك بين الاستخدامين وانسجام البيت الأول مع البيت الثاني وسيلان الرقة لذا القطر النباتي والتشبيب المرقص بالمنازل الحجازية والغزل الذي يليق أن تصدر به المدائح النبوية .
ولعمري إنه مشى على طريق صاحب الإيضاح فزاده إيضاحا ولو دعي إلى عروس الأفراح زاده أفراحا وهذه القصيدة التي ظفرت منها بهذين الاستخدامين محاسنها غرر في جباه القصائد ولأنواع البديع بها صلة ومن أبياتها عائد منها .
( سقى الله أكناف الغضى سائل الحيا ... وإن كنت أسقى أدمعا تتحدر ) .
( وعيشا نضى عنه الزمان بياضه ... وخلفه في الرأس يزهو ويزهر ) .
( تغير ذاك اللون مع من أحبه ... ومن ذا الذي يا عز لا يتغير ) .
( وكان الصبا ليلا وكنت كحالم ... فوا أسفي والشيب كالصبح يسفر ) .
( يعللني تحت العمامة كتمه ... فيعتاد قلبي حسرة حين أحسر ) .
( وينكرني ليلى وما خلت أنه ... إذا وضع المرء العمامة ينكر ) .
ومنها .
( وغيداء أما جفنها فمؤنث ... كليل وأما لحظها فمذكر ) .
( يروقك جمع الحسن في لحظاتها ... على أنه بالجفن جمع مكسر ) .
( يشف وراء المشرفية خدها ... كما شف من دون الزجاجة مسكر ) .
( خليلي كم روض نزلت فناءه ... وفيه ربيع للنزيل وجعفر ) .
( وفارقتها والطير صافرة بها ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر ) .
ومنها في وصف الناقة .
( ورب طموح العزم أدماء جسرة ... يظل بها عزمي على البيد يجسر ) .
( طوت بذراعي وخدها شقة الفلا ... وكف الثريا في دجى الليل يشبر )