( تضاحك في سر المعاطف عارضا ... مدامعه في وجنة الروض تسفح ) .
( وتوري به كف الصبا زند بارق ... شرارته في فحمه الليل تقدح ) .
وقال أبو الحسن علي بن ظافر العسقلاني في كتابه المسمى ببدائع البداية اجتمعت أنا والقاضي الأعز يوما في روضة فقلت له أجز طار نسيم الروض من وكر الزهر .
فقال وجاء مبلول الجناح بالمطر .
وما أبدع قول ابن خفاجة في هذا الباب .
( وقد نظرت شمس الأصيل إلى الربا ... بأضعف من طرف المريب وافترا ) .
( وصفرة مسواك الأصيل تروقني ... على لعس من مسقط الشمس أسمرا ) .
وممن تلطف في استعمال الاستعارة المرشحة إلى الغاية مجد الدين الأربلي بقوله .
( أصغي إلى قول العذول بجملتي ... مستفهما عنكم بغير ملال ) .
( لتلقطي زهرات ورد حديثكم ... من بين شوك ملامة العذال ) .
وممن جاراه في هذه الحلبة أبو الوليد بن حيان الشاطبي بقوله .
( فوق خد الورد دمع ... من عيون السحب يذرف ) .
( برداء الشمس أضحى ... بعد ما سال يجفف ) .
وظريف قول مجير الدين بن تميم منها .
( كيف السبيل لأن أقبل خد من ... أهوى وقد نامت عيون الحرس ) .
( وأصابع المنثور تومي نحونا ... حسدا وتغمزها عيون النرجس ) .
ومثله قوله .
( لما ادعى المنثور أن الورد لا ... يؤتى وأن يصلى بنار سعير ) .
( ودت ثغور الأقحوان لو أنها ... كانت تعض أصابع المنثور ) .
ومثله قوله .
( كيف السبيل للثم من أحببته ... في روضة للزهر فيها معرك ) .
( ما بين منثور أقام ونرجس ... مع أقحوان فضله لا يدرك ) .
( هذا يشير بأصبع وعيون ذا ... ترنوا إلي وثغر هذا يضحك )