وإن يوسف قدر فغفر فاقتد بأيهم شئت وقد جعلك الله من نسل الذين يعفون ويصفحون فقال أبو جعفر إن أحدا لا يعلمنا الحلم ولا يعرفنا العلم وإنما قلت هممت ولم ترنى فعلت وإنك لتعلم أن قدرتي عليهم تمنعني من الاساءة إليهم .
وروى صاحب العقد قال .
لما حج المنصور مر بالمدينة فقال للربيع الحاجب علي بجعفر بن محمد قتلنى الله إن لم أقتله فمطل به ثم ألح عليه فحضر فلما كشف الستر بينه وبينه ومثل بين يديه همس جعفر بشفتيه ثم تقرب وسلم فقال لا سلم الله عليك يا عدو الله تعمل على الغوائل في ملكى قتلني الله إن لم أقتلك قال يا أمير المؤمنين إن سليمان صلى الله على محمدوعليه أعطى فشكر وإن أيوب ابتلى فصبر وإن يوسف ظلم فغفر وأنت على إرث منهم وأحق من تأسى بهم فنكس أبو جعفر رأسه مليا وجعفر واقف ثم رفع رأسه وقال إلى أبا عبد الله فأنت القريب القرابة وذو الرحم الواشجة السليم الناحية القليل الغائلة ثم صافحه بيمينه وعانقه بشماله وأجلسه معه على فراشه وانحرف له عن بعضه وأقبل عليه بوجهه يحادثه ويسائله ثم قال يا ربيع عجل لأبى عبد الله كسوته وجائزته وإذنه