( فتى كان يحميه عن الذل سيفه ... ويكفيه سوءات الأمور اجتنابها ) .
ثم التفت إلى الربيع فقال له قل لصاحبك قد مضى من بؤسنا مدة ومن نعيمك مثلها والموعد الله تعالى قال الربيع فما رأيت المنصور قط أكثر انكسارا منه حين أبلغته الرسالة .
38 - امرأة محمد بن عبد الله والمنصور .
ولما قتل المنصور محمد بن عبد الله اعترضته امرأة معها صبيان فقالت .
يا أمير المؤمنين أنا امرأة محمد بن عبد الله وهذان ابناه أيتمهما سيفك وأضرعهما خونك فناشدتك الله يا أمير المؤمنين أن تصعر لهما خدك فينأى عنهما رفدك أو لتعطفك عليهما شوابك النسب وأواصر الرحم .
فالتفت إلى الربيع فقال اردد عليهما ضياع أبيهما ثم قال كذا والله أحب أن تكون نساء بنى هاشم .
39 - جعفر الصادق والمنصور .
وكان أهل المدينة لما ظهر محمد بن عبد الله أجمعوا على حرب المنصور ونصر محمد فلما ظفر المنصور أحضر جعفرا الصادق بن محمد الباقر فقال له قد رأيت إطباق أهل المدينة على حربى وقد رأيت أن أبعث إليهم من يعور ويجمر نخلهم فقال له جعفر يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطى فشكر وإن أيوب ابتلى فصبر