وأنصارا فأحيا شرفنا وعزنا بكم أهل خراسان ودمغ بحقكم أهل الباطل وأظهر حقنا وأصار إلينا ميراثنا عن نبينا فقر الحق مقره وأظهر مناره وأعز أنصاره وقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين فلما استقرت الأمور فينا على قرارها من فضل الله فيها وحكمه العادل لنا وثبوا علينا ظلما وحسدا منهم لنا وبغيا لما فضلنا الله به عليهم وأكرمنا به من خلافته وميراث نبيه .
( جهلا على وجبنا عن عدوهم ... لبئست الخلتان الجهل والجبن ) .
فإنى والله يأهل خراسان ما أتيت من هذا الأمر ما أتيت بجهالة بلغنى عنهم بعض السقم والتعرم وقد دسست لهم رجالا فقلت قم يا فلان قم يا فلان فخذ معك من المال كذا وحذوت لهم مثالا يعملون عليه فخرجوا حتى أتوهم بالمدينة فدسوا إليهم تلك الأموال فوالله ما بقي منهم شيخ ولا شاب ولا صغير ولا كبير إلا بايعهم بيعة استحللت بها دماءهم وأموالهم وحلت لي عند ذلك بنقضهم بيعتي وطلبهم الفتنة والتماسهم الخروج على فلا يرون أني أتيت ذلك على غير يقين ثم نزل وهو يتلو على درج المنبر هذه الآية ( وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم كانوا في شك مريب ) .
26 - خطبته حين خروج محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن .
ولما خرج محمد وإبراهيم ابنا عبد الله شن المنصور عليه درعه وتقلد سيفه وصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال .
( مالى أكفكف عن سعد وتشتمنى ... ولو شتمت بنى سعد لقد سكنوا )