حتى تعطوا حاجتكم فما بكم إلى أحد من أهل البلدان حاجة وما يستغني الناس عنكم .
فقامت خطباء أهل البصرة فقالوا قد سمعنا مقالتك أيها الأمير وإنا والله ما نعلم أحدا أقوى عليها منك فهلم فلنبايعك فقال لا حاجة لي في ذلك فاختاروا لأنفسكم فأبوا عليه وأبى عليهم حتى كرروا ذلك عليه ثلاث مرات فلما أبوا بسط يده فبايعوه .
فلما خرجوا من عنده جعلوا يمسحون أكفهم بالحيطان وباب الدار ويقولون ظن ابن مرجانة أنا نوليه أمرنا في الفرقة وأقام عبيد الله أميرا غير كثير حتى جعل سلطانه يضعف ويأمر بالأمر فلا يقضى ويري الرأي فيرد عليه ويأمر بحبس المخطئ فيحال بين أعوانه وبينه .
320 - خطبة أخرى له .
وبلغه أن سلمة بن ذؤيب يدعو الناس إلى ابن الزبير فأمر فنودي الصلاة جامعة فتجمع الناس فأنشأ عبيد الله يقص أول أمره وأمرهم وما قد كان دعاهم إلى من يرتضونه فيبايعه معهم وقال وإنكم أبيتم غيري وإنه بلغني أنكم مسحتم أكفكم بالحيطان وباب الدار وقلتم ما قلتم وإني آمر بالأمر فلا ينفذ ويرد علي رأيي وتحول القبائل بين أعواني وطلبتي ثم هذا سلمة بن ذؤيب يدعو إلى الخلاف عليكم إرادة أن يفرق جماعتكم ويضرب بعضكم جباه بعض بالسيف .
فقال الأحنف بن قيس والناس جميعا نحن نأتيك بسلمة فأتوه فإذا جمعه قد كثف وإذا الفتق قد اتسع على الراتق وامتنع عليهم فقعدوا عن ابن زياد فلم يأتوه