يدعمون العوج ويذهبون الحرج يكثرون القليل ويشفون الغليل ويعزون الذليل .
فقال عمرو أما والله لقد رأيت أباك يومئذ تخفق أحشاؤه وتبق أمعاؤه وتضطرب أصلاؤه كأنما انطبق عليه ضمد .
فقال عبد الله يا عمرو إنا قد بلوناك ومقالتك فوجدنا لسانك كذوبا غادرا خلوت بأقوام لا يعرفونك وجند لا يسأمونك ولو رمت المنطق في غير أهل الشأم لجحظ إليه عقلك ولتلجلج لسانك ولاضطرب فخذاك اضطراب القعود الذي أثقله حمله .
فقال معاوية إيها عنكما وأمر بإطلاق عبد الله فقال عمرو لمعاوية .
( أمرتك أمرا حازما فعصيتني ... وكان من التوفيق قتل ابن هاشم ) .
( أليس أبوه يا معاوية الذي ... أعان عليا يوم حز الغلاصم ) .
( فلم ينثني حتى جرت من دمائنا ... بصفين أمثال البحور الخضارم ) .
( وهذا ابنه والمرء يشبه سنخه ... ويوشك أن تقرع به سن نادم )