لعنة الله والعباد إلى يوم التناد قال إيها يا بن عباس لقد أكثرت في ابن عمك قال فما تقول في أبيك العباس قال رحم الله العباس أبا الفضل كان صنو نبي الله وقرة عين صفي الله سيد الأعمام له أخلاق آبائه الأجواد وأحلام أجداده الأمجاد تباعدت الأسباب في فضيلته صاحب البيت والسقاية والمشاعر والتلاوة ولم لا يكون كذلك وقد ساسه أكرم من دب فقال معاوية يا بن عباس أنا أعلم أنك كلماني أهل بيتك قال ولم لا أكون كذلك وقد قال رسول الله اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل .
ثم قال ابن عباس بعد هذا الكلام يا معاوية إن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه خص محمدا بصحابة آثروه على الأنفس والأموال وبذلوا النفوس دونه في كل حال ووصفهم الله في كتابه فقال ( رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) قاموا بمعالم الدين وناصحوا الاجتهاد للمسلمين حتى تهذبت طرقه وقويت أسبابه وظهرت آلاء الله واستقر دينه ووضحت أعلامه وأذل الله بهم الشرك وأزال روحه ومحا دعائمه وصارت كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزاكية والأرواح الطاهرة العالية فقد كانوا في الحياة لله أولياء وكانوا بعد الموت أحياء أصحاء رحلوا إلى الآخرة قبل أن يصلوا إليها وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها فقطع عليه معاوية الكلام وقال إيها ابن عباس حديثا في غير هذا