طلب التوابين بدم الحسين رضى الله عنه .
وفى سنة خمس وستين تحركت الشيعة بالكوفة واتعدوا الاجتماع بالنخيلة للمسير إلى أهل الشام للطلب بدم الحسين بن على رضى الله عنهما وذلك أنهم بعد مقتله تلاقوا بالتلاوم والتندم ورأوا أنهم قد أخطئوا خطأ كبيرا بدعائهم إياه إلى النصرة وتركهم إجابته ومقتله إلى جانبهم لم ينصروه ورأوا أنه لا يغسل عارهم والإثم عنهم فى مقتله إلا بقتل من قتله أو القتل فيه وتابوا مما فرط منهم فى ذلك فسموا التوابين وفزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رءوس الشيعة إلى سليمان بن صرد الخزاعى وكانت له صحبة مع النبي والى المسيب بن نجبة الفزارى وإلى عبد الله بن سعد ابن نفيل الأزدى والى عبد الله بن وال التيمى وإلى رفاعة بن شداد البجلى ثم إن هؤلاء النفر اجتمعوا فى منزل سليمان بن صرد ومعهم أناس من الشيعة وخيارهم ووجوههم فبدأ المسيب بن نجبة بالكلام فتكلم .
44 - خطبة المسيب بن نجبة الفزارى .
فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ثم قال .
أما بعد فإنا قد ابتلينا بطول العمر والتعرض لأنواع الفتن فنرغب إلى ربنا ألا يجعلنا ممن يقول له غدا ( أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير ) فإن أمير المؤمنين قال العمر الذى أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة وليس فينا رجل إلا وقد بلغه وقد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا وتقريظ شيعتنا حتى