ركب المعز فأسر الحي وسلب القتيل فكنا أول قتيل وأسير ثم رأيت بلاءنا بصفين وقد كلت البصائر وذهب الصبر وبقي الحق موفورا وأنت بالغ بهذا حاجتك والأمر إليك ما أراك الله فمرنا به .
270 - خطبة المنذر بن الجارود .
ثم قام المنذر بن الجارود فقال .
يا أمير المؤمنين إني أرى أمرا لا يدين له الشأم إلا بهلاك العراق ولا يدين له العراق إلا بهلاك الشأم ولقد كنا نرى أن ما زادنا نقصهم وما نقصنا أضرهم فإذا في ذلك أمران فإن رأيت غيره ففينا والله ما يفل به الحد ويرد به الكلب وليس لنا معك إيراد ولا صدر .
271 - خطبة الأحنف بن قيس .
ثم قام الأحنف بن قيس فقال .
يا أمير المؤمنين إن الناس بين ماض وواقف وقائل وساكت وكل في موضعه حسن وإنه لو نكل الآخر عن الأول لم يقل شيئا إلا أن يقول اليوم ما قد قيل أمس ولكنه حق يقضى ولم نقاتل القوم لنا ولا لك إنما قاتلناهم لله فإن حال أمر الله دوننا ودونك فاقبله فإنك أولى بالحق وأحقنا بالتوفيق ولا أرى إلا القتال