( لا وألت نفس امرئ ولى الدبر ... أنا الذي لا ينثني ولا يفر ) .
( ولا يرى مع المعازيل الغدر ) .
254 - تحريض معاوية أيضا .
وخطب معاوية الناس بصفين فقال .
الحمد لله الذي دنا في علوه وعلا في دنوه وظهر وبطن وارتفع فوق كل ذي منظر هو الأول والآخر والظاهر والباطن يقضي فيفصل ويقدر فيغفر ويفعل ما يشاء إذا أراد أمرا أمضاه وإذا عزم على شئ قضاه لا يؤامر أحدا فيما يملك ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون والحمد لله رب العالمين على ما أحببنا وكرهنا .
وقد كان فيما قضاه الله أن ساقتنا المقادير إلى هذه البقعة من الأرض ولفت بيننا وبين أهل العراق فنحن من الله بمنظر وقد قال الله سبحانه وتعالى ( ولو شاء الله مااقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ) انظروا يأهل الشأم إنكم غدا تلقون أهل العراق فكونوا على إحدى ثلاث خصال إما أن تكونوا طلبتم ما عند الله في قتال قوم بغوا عليكم فأقبلوا من بلادهم حتى نزلوا في بيضتكم وإما أن تكونوا قوما تطلبون بدم خليفتكم وصهر نبيكم وإما أن تكونوا قوما تذبون عن نسائكم وأبنائكم فعليكم بتقوى الله والصبر الجميل واسألوا الله لنا ولكم النصر وأن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين