وعزفت نفسي عنها وقد كنت أتمنى الشهادة وأتعرض لها في كل جيش وغارة فأبى الله D إلا أن يبلغني هذا اليوم ألا وإني متعرض لها من ساعتي هذه قد طمعت ألا أحرمها فما تنتظرون عباد الله بجهاد من عادى الله أخوفا من الموت القادم عليكم الذاهب بأنفسكم لا محالة أو من ضربة كف بالسيف أتستبدلون الدنيا بالنظر في وجه الله D ومرافقة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في دار القرار ما هذا بالرأي السديد .
ثم مضى فقال يا إخوتي إني قد بعت هذه الدار بالتي أمامها وهذا وجهي إليها لا تبرح وجوهكم ولا يقطع الله D رجاءكم فتبعه إخوته فقالوا لا نطلب رزق الدنيا بعدك فقبح الله العيش بعدك اللهم إنا نحتسب أنفسنا عندك فاستقدموا فقاتلوا حتى قتلوا .
253 - خطبة خنثر بن عبيدة بن خالد .
وكان من محارب رجل يقال له خنثر بن عبيدة بن خالد وكان من أشجع الناس فلما اقتتل الناس يوم صفين جعل يرى أصحابه منهزمين فأخذ ينادي .
يا معشر قيس أطاعة الشيطان آثر عندكم من طاعة الرحمن ألا إن الفرار فيه معصية الله سبحانه وسخطه وإن الصبر فيه طاعة الله D ورضوانه أفتختارون سخط الله تعالى على رضوانه ومعصيته على طاعته ألا إنما الراحة بعد الموت لمن مات محاسبا نفسه ثم قال