فقام رجل من بني فزارة فقال له أتريد أن تسير بنا إلى إخواننا من أهل الشأم نقتلهم كلا كما سرت بنا إلى إخواننا من أهل البصرة فقتلتهم كلاها الله إذن لا نفعل ذلك فقام الأشتر فقال من هذا المارق فهرب الفزاري واشتد الناس على أثره فلحق في مكان من السوق تباع في البراذين فوطئوه بأرجلهم وضربوه بأيديهم ونصال سيوفهم حتى قتل فأتي علي عليه السلام فقيل له يا أمير المؤمنين قتل الرجل قال ومن قتله قالوا قتلته همدان ومعهم شوب من الناس فقال قتيل عمية لا يدري من قتله ديته من بيت مال المسلمين فقام الأشتر فقال .
200 - خطبة الأشتر النخعي .
يا أمير المؤمنين لا يهدنك ما رأيت ولا يولينك من نصرنا ما سمعت من مقالة هذا الشقي الخائن إن جميع من ترى من الناس شيعتك لا يرغبون بأنفسهم عن نفسك ولا يحبون البقاء بعدك فإن شئت فسر بنا إلى عدوك فوالله ما ينجو من الموت من خافه ولا يعطى البقاء من أحبه وإنا لعلى بينة من ربنا وإن أنفسنا لن تموت حتى يأتي أجلها وكيف لا نقاتل قوما هم كما وصف أمير المؤمنين وقد وثبت عصابة منهم على طائفة من المسلمين بالأمس وباعوا خلاقهم بعرض من الدنيا يسير .
فقال علي الطريق مشترك والناس في الحق سواء ومن اجتهد رأيه في نصيحة العامة فقد قضى ما عليه ثم نزل فدخل منزله