- خطبة لعلي .
ولما أراد علي المسير إلى البصرة قام فخطب الناس فقال بعد أن حمد الله وصلى على رسوله .
إن الله لما قبض نبيه وآله . استأثرت علينا قريش بالأمر ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة فرأيت أن الصبر على ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين وسفك دمائهم والناس حديثو عهد بالإسلام والدين يمخض مخض الوطب يفسده أدنى وهن وينكسه أقل خلق فولي الأمر قوم لم يألوا في أمرهم اجتهادا ثم انتقلوا إلى دار الجزاء والله ولي تمحيص سيئاتهم والعفو عن هفواتهم فما بال طلحة والزبير وليسا من هذا الأمر بسبيل لم يصبرا على حولا ولا أشهرا حتى وثبا ومرقا ونازعاني أمرا لم يجعل الله لهما إليه سبيلا بعد أن بايعاني طائعين غير مكرهين يرتضعان أما قد فطمت ويحييان بدعة قد أميتت أدم عثمان زعما والله ما التبعة إلا عندهم وفيهم وإن أعظم حجتهم لعلي أنفسهم وأنا راض بحجة الله عليهم وعلمه فيهم فإن فاءا وأنابا فحظهما أحرزا وأنفسهما غنما وأعظم بهما غنيمة وإن أبيا أعطيتهما حد السيف وكفي به ناصرا لحق وشافيا لباطل ثم نزل